أهل علينا قريبًا العامُ الهجري الجديد- الذي نسأل الله أن يكون عامَ خير على أمة الإسلام جميعا- ليذكرنا باستقلالية الأمة الإسلامية، تلك الاستقلاليةُ التي أراد الخليفةُ الثاني للمسلمين عمرُ بن الخطاب أن يؤكدها بإعلان التأريخ الهجري تأريخا خاصًّا بالمسلمين، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ستَّ عشرةَ أو سبعَ عشرة للهجرة.
فقد جاء عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعَ الناسَ (وكان لا يقضي أمرًا دون مشورتهم)، فأخبرهم عن رغبته في اتخاذ تأريخ خاص بالمسلمين، ثم سألهم فقال: من أي يوم نكتب التاريخ؟ فقال علي رضي الله عنه من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك، فرضي ذلك المسلمون[1].
وقيل: إن بعضهم قال: أرِّخْ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لمهاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مهاجَره فرق بين الحق والباطل[2].
ولا يعني ذلك أن الأمة الإسلامية كانت مهادنة أو مذابة في الأمم الأخرى من قبل، كلا، بل بدأت استقلاليتُها قبل ذلك بكثير، فاستقلاليةُ الأمم لا تتم بين ليلة وضحاها، وإنما تحتاج سنين وسنين، تمامًا كالطفل الذي ينمو شيئًا فشيئًا حتى يبلغ أشده، وتلك سُنة لم يهملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخرق اللهُ له نواميسَها.
ولذلك وجدناه صلى الله عليه وسلم يبدؤها متدرجًا بالعزلة الشعورية في مكة، يوم أن أمره الله- سبحانه وتعالى- بهجر الأوثان والأصنام في قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5].
فهجر صلى الله عليه وسلم ومن معه الرجزَ بشتى أنواعه، من لهوٍ وفجورٍ وفاحشةٍ وسُكْرٍ وعُريٍ، وصاروا لا يشاركون المشركين في صغير ولا كبير من معاصي الجاهلية، وإن بقي التعارف والتبادل في أمر المعاش قائمًا، وبقيت صلةُ الأقارب والخُلان والإحسان من المسلمين إلى غيرهم دائمة، بل زادت وسمت بسمو أخلاق المؤمنين الجدد، فصار المسلمون شاماتٍ بين أفراد المجتمع الجاهلي، لا يُرى منهم سوى نبل الأخلاق مع غيرهم، وصفاء الود والحب والإيثار لأنفسهم.
وتبع ذلك استقلاليةٌ تامة في مجال العقيدة وتوحيد الله- سبحانه وتعالى-، ظهر هذا حين طمِع المشركون في أن يجاملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بآلهتهم المزعومة، وأن يشاركهم فيما يقام حول أوثانهم وأصنامهم من لهو ولعب باسم العبادة، وقالوا: (يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر)[3] كما يريد البعض الآن أن يفعل تحت مسميات شتى؛ فرد الله- سبحانه وتعالى- عليهم بقوله جل شأنه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون].
وأمر سبحانه المسلمين بتجنب أماكن لهوهم في قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]، وقوله سبحانه وتعالى: {وإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ثم تلاه الاستقلالُ في العبادات بأن خصَّص الله للمسلمين المساجدَ لأداء الصلوات، واتخاذ الأذان وسيلة لدعوة المؤمنين مميزة لهم عن النواقيس والأجراس التي تتخذها الأممُ الأخرى، يقول ابنُ إسحاق: فلما اطمأن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة واجتمع إليه إخوانُه من المهاجرين، واجتمع أمرُ الأنصار، استحكم أمرُ الإسلام، فقامت الصلاة، وفُرضت الزكاة والصيام.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بُوقًا كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، فبينما هم على ذلك رأى عبدُ الله بن زيد النداء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه طاف بي هذه الليلة طائفٌ، مر بى رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده، فقلتُ: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله[4].
ثم جاء الأمرُ من الله سبحانه وتعالى بتحويل قبلة الصلاة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]
وتلا ذلك الاستقلالية في التشريعات التي تسير أمور الدولة الإسلامية، وقد جاء الأمرُ بذلك في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 48- 49]
وقد وضحت هذه الاستقلالية في التشريع تمام الوضوح في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 18- 20].
وإذا كانت استقلاليةُ الأمة قد اقتصرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمور الشرعية، فإنها بدأت تتوسع لتشمل كلَّ أمور المعاش فيما بعد، وهذا التوسعُ لم يعنِ مقاطعةَ الأمم الأخرى، وعدم تبادل المنافع معها أبدًا، وكيف يكون ذلك، وقد جعل الله هذا التبادل من نعمِه على البشرية؛ فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وإنما عُني به أن تكون للأمة شخصيتُها المميزة، وأن تسعى للاعتماد على نفسها، والتخلص من التبعية للأمم الأخرى، وألا يكون اقتصادُها مرتبطًا بغيره من الاقتصادات الأخرى، ينهار بانهياره، ولا يكون سبل تعليمها وتربيتها وتثقيفها نابعًا من تخطيط غيرها، وإنما من إبداع أفرادها، تمامًا كما تفعل سائرُ الدول القويةُ الآن وفي كل عصر..
وقد لمسنا هذا التوسعَ بأجلى صوره في تعريب الدواوين الذي قام به عبدُ الملك بن مروان والحجاجُ بن يوسف الثقفي، إذ كان ديوانُ الشام من قبل يُكتب باليونانية، وديوان فارس والعراق بالفارسية، وديوان مصر بالقبطية، ويهيمنُ على وظائفه غيرُ المسلمين، فأمر عبد الملك بنقلها جميعًا إلى العربية؛ مما أدى إلى تقليص نفوذ غير المسلمين من الأعاجم الذين يعملون بهذه الدواوين، وساعد على تسابق الناس في تعلم العربية، فلم ينتهِ القرنُ الأول الهجري حتى كانت اللغةُ العربية لغةَ التخاطب والتعامل والتدوين في شتى البلاد الخاضعة للدولة الإسلامية..
وكادت لغاتُ البلاد القديمة أن تُنسى بعد أن أقبل العجمُ على العربية، يحاولون إتقانَها ومنافسة العرب أنفسهم فيها، وليرقوا بذلك إلى المناصب العليا بالدولة، وكان ذلك إيذانا باستقلالية الأمة في لغتها وثقافتها أيضا.
كما جاء ضرب الدينار والدرهم الإسلاميين ليكونا شعارًا للدولة الإسلامية، وليتمما استقلالية الأمة في اقتصادها وعدم تبعيتها للأمم الأخرى في مجال الاقتصاد الذي هو عصب الحياة، وقد حدث ذلك بعد أن هدد الإمبراطورُ البيزنطي المسلمين باستخدام عبارات جارحة لمشاعرهم عليها، إذ كتب إلى عبد الملك بن مروان يلومه على كتابة عبارة التوحيد شعارًا على رأس الورِق الذي تنتجه الدولة الإسلامية، ويذهب لكثير من بلدان العالم، وطلب أن يحذف هذا الشعار وإلا كتب سبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الدينار البيزنطي، فكان ردُّ عبد الملك على ذلك أن منعَ التعاملَ بالدينار البيزنطي، وسُحبت كل الدنانير البيزنطية (وقد كان الدينارُ البيزنطي وقتها لا يقل ثقلا عن الدولار واليورو الآن) من خزائن الدولة الإسلامية وأسواقها، فرُد كيدُ الإمبراطور في نحره، وعاد ذلك على بلادِه بالكساد الاقتصادي، وذلك في عام 76هـ (687م).
وامتدت الاستقلاليةُ لتشمل كلَّ احتياجات المجتمع؛ إذ صار المسلمون ينتجون كل ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب وملبس وأثاث وسائر مقتضيات المنزل، ولم يستوردوا سوى بعض السلع الترفيهية، وبأقل الأسعار، حتى كانت لفة الحرير الصيني تباع بثوب واحد من القطن المحلي كما ذكرت بعضُ كتب الرحالة.
ثم انتقلت الأمةُ الإسلامية مع بدء العصر العباسي من مرحلة الاستقلالية إلى مرحلة الهيمنة على الأمم الأخرى في شتى المجالات الاقتصادية والعلمية والحضارية، وذلك بعد أن اتسعت زراعتها وصناعتها وتجارتها، حتى قال أحدُ الرحالة الصينيين حين تجواله بها: (إن مملكة العرب لا يفوقُها بلدٌ آخرُ من البلدان الأجنبية في كثرة ما يُدخر بها من خيرات من البضائع المتنوعة)[5].
وغزت منتجاتُهم أسواقَ الشرق والغرب، وصارت معاهدهم العلمية مقصدَ الجميع، ومؤلفاتُهم العلمية هي المعوَّل عليها في شتى العلوم التجريبية.
ولكن هيمنة الأمة الإسلامية لم تسلب الآخرين أوطانَهم ولا حريتَهم ولا أموالَهم، كما فعلت هيمنةُ الغرب وأمريكا بنا الآن، إذ تركت كلَّ البلاد التي هيمنت عليها خرابًا ودمارًا يصعب وصفُه، كلا، بل صارت هيمنةُ الأمة الإسلامية مصدرَ خير على كل أمة احتكت بها سلمًا أو حربًا.
يقول أحدُ علماء الغرب: (إن النباتات والأشجار الأفريقية والأسيوية في أوربا كالنخل والهندباء والخرشوف والسبانخ والباذنجان والطرخون والبصل والياسَمين ما عُرفت إلا عن طريق المسلمين) كما نقل الصليبيون في أثناء حروبهم قصبَ السكر إلى صقلية وإيطاليا، ثم إلى غيرها من الممالك بعد أن شاهدوه لأول مرة في بلاد الشام[6].
وقال العالم الشهير (مسيوى شارل بلان): (أرى- من غير مبالغة- أنه لم يكن لأمة من التأثير في أمةٍ مثل ما للعرب في أوربا، وذلك خلافا لما يسار عليه اليوم)[7].
وقال المستشرق (هندريك فان لون) في كتابه (قصة الجنس البشري): (وبعد دخول الصليبيين الشامَ أخذوا يقدرون الملابس الجميلة، والبيوت المريحة، والصحاف الجديدة، ومنتجات الشرق المحاط بالأسرار، فلما عادوا إلى أوطانهم الأولى طالبوا بإلحاح بأن يزودوا بمثله، وكان من أمر التاجر أن أضاف هذه السلع الجديدة إلى محتويات حقيبته التي كان يحملُها فوقَ ظهره.. وسرعان ما أدرك بعضُ التجار من ذوي الهمة أن هذه السلع التي كانوا دائما يستوردونها من أماكن بعيدة من الممكن صناعتُها في بلادهم)[8].
هذا في مجال الزراعة والصناعة، وأما في مجال التجارة والمعاملات المالية فقد كانت هيمنةُ الأمة الإسلامية سببًا في أن يعرف الناس نظام الحوالات المالية كما قال جرسهوب، وإنشاء الاتحادات التجارية، واستعمال الشيكات، وخطابات الاعتماد والإيصالات، كما قال كردنال، ونظام الملاحة البحرية وحقوقها كما قال سيدو[9].
وأما في مجال الحضارة فالحديث يطول لو استقصيناه، فليكن العام الهجري الجديد إذن حافزًا لنا لأن نعمل على استعادة الأمة لاستقلاليتها؛ ليكون ذلك طريقًا إلى الهيمنة على البشرية، واستعادة أستاذيتنا؛ فنسعد ويسعد العالم أجمع، وليبدأ ذلك بالاستقلالية في الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، تلك الأشياء التي لم تكن تعجز أي أمة من الأمم السابقة عن توفيرها لنفسها مهما كانت درجتها في البداوة، فيكف أعجزتنا!!.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الكامل لابن الأثير: 1/ 3.
[2] تاريخ الطبري: 2/ 110، 111.
[3] السيرة النبوية لابن كثير: 2 55.
[4] السيرة النبوية لابن كثير: 2/ 334.
[5] الأحوال الاقتصادية في بلاد الشام: د. أحمد عبد الحميد.
[6] المرجع السابق.
[7] المرجع السابق.
[8] المرجع السابق.
[9] المرجع السابق.الكاتب: د. أحمد عبدالحميد عبدالحق.
المصدر: موقع الألوكة.